خطبة الجمعة القادمة “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022 بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 1 شعبان 1443هـ ، الموافق 4 مارس 2022م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022م بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، للشيخ طه ممدوح:
أولًا: حكمُ الزكاةِ في الإسلامِ
ثانيًا: فَضَائلُ الزَّكاةِ على الفَرْدٍ والمُجْتَمَعِ
ثالثًا: التحذيرُ مِن التهاونِ في إخراجِ الزكاةِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022م ، بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، كما يلي:
الزكاةُ والصدقاتُ ودورُهُمَا في التنميةِ المجتمعيةِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ : ﴿ وَأَقِيمُوا الصّلاةَ وآتُوا الزّكاةَ وَارْكَعُوا مَع الرَاكِعِينَ ﴾، وأشهدُ أنْ لا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلي آَلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
وبعـــدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولًا: حكمُ الزكاةِ في الإسلامِ
الزَّكَاةَ ثَالِثُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ وَأَحَدُ مَبَانِيهِ العِظَامِ، شَرَعَهَا اللهُ طُهْرَةً لِلْمَالِ وَزَكَاةً لِلنَّفْسِ وَمُواسَاةً لِلْفُقَرَاءِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)(البقرة: 43)، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(التوبة: 103).
فالشريعةُ الإسلاميةُ وَضَعَتْ للناسِ نظامًا اجتماعيًّا قويمًا، أساسُهُ التراحمُ، والترابطُ، والتكافلُ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّى اللهُ عليه وسلمَ: (مَثْلُ المُؤْمنِينَ في تَوَادِهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطْفِهِمْ مَثْلُ الجَسدِ إذَا اشتكَى مِنهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سَائْرُ الجسَدِ بِالسَهَرِ وَالحُمَّى)(رواه مسلم)، ومِن هُنا فقدْ شرعَ الإسلامُ الزكاةَ وجعلَهَا مِن أركانِهِ، وحثَّ على الصدقاتِ وجعلَهَا مِن أعظمِ أبوابِ الخيرِ، بما يُسهِمُ في سدِّ حوائجِ المحتاجين، وتفريجِ كُرَبِهِم، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (وَمَا أَنْفقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُو خَيْرُ الرَازِقين)(سبأ: 39)، ويقولُ نبيُّنَا (صلَّى اللهُ عليه وسلم): (بُنِيَ الإسلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لَا إِلَّهَ إلّا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإيتَاءِ الزّكَاةِ، وَالحجِّ، وَصّوْمِ رَمَضَّانَ)
والمتأملُ في القرآنِ الكريمِ يجدُ أنَّ اللهَ (عزَّ وجلَّ) قَرنَ الزكاةَ في كثيرٍ مِن المواضعِ بأعظمِ الفرائضِ وأجلِّهَا وأعلاهَا مكانةً، وهي الصلاةُ تعظيمًا لشأنِهَا، وذلك ترغيبًا في أدائِهَا، كما في قولِهِ تعالى (وقولُوا للناسٍ حُسنًا وأقيمُوا الصلاةَ وآتُوا الزكاةَ)(البقرة: 83)، وذلك لأهميتِهَا العُظْمَى ومكانتِهَا في الإسلامِ، وإقامةُ الصلاةِ وأداءُ الزكاةِ مِن الأمورِ التي يحرصُ عليها المتقونَ البررةُ، ويمدحُ أنبيائَهُ بأدائِهِم للزكاةِ، كما في قولِهِ تعالَى (وكان يأمرُ أهلَهُ بالصلاةِ والزكاةِ وكان عندَ ربِّهِ مرضيًّا)(مريم: 55)، وذلك في مدحِ سيدِنَا إسماعيلَ عليه السلامُ، وقد شرعَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى الزكاةَ على الأنبياءِ السابقينَ وفرضَهَا على مِن سبقونَا مِن الأممِ، وذلكَ في قولِهِ تعالى على لسانِ سيدِنَا عيسَى عليه السلامُ (وأوصانِي بالصلاةِ والزكاةِ ما دمتُ حيًا)(مريم: 31)، وذلك لارتفاعِ شأنِهَا وعظيمِ أمرِهَا عندَ ربِّ العالمين.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيًا: فَضَائلُ الزَّكاةِ على الفَرْدٍ والمُجْتَمَعِ
إِنَّ فَضَائِلَ الزَّكَاةِ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ وَعَلَى النَّفْسِ وَالْمَالِ لا تَكَادُ تُحْصَى، فَمِنْ فَضَائِلِهَا: إِتْمَامُ إِسْلَامِ الْعَبْدِ وَإِكْمَالُهُ، لِأَنَّهَا أَحَدُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، فَإِذَا قَامَ بِهَا الإِنْسَانُ تَمَّ إِسْلَامُهُ وَكَمُلَ، وَهَذَا لا شَكَّ أَنَّهُ غَايَةٌ عَظِيمَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: “بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ” (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وَمِنْهَا: أَنَّهَا سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ” (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
وَمِنْهَا: أَنَّهَا دَلِيلٌ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِ الْمُزَكِّي، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَالَ مَحْبُوبٌ لِلنُّفُوسِ، وَالْمَحْبُوبُ لا يُبْذَلُ إِلَّا ابْتِغَاءَ مَحْبُوبٍ أَكْثَرَ مِنْهُ، وَلِهَذَا سُمِّيَتْ الزَّكَاةُ صَدَقَةً؛ لِأَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِ صَاحِبِهَا، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة: 271].
وَمِنْهَا: أَنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ انْشِرَاحِ الصَّدْرِ وَطِيبِ النَّفْسِ، وَهَذَا شَيْءٌ مُجَرَّبٌ مَعْرُوفٌ أَنَّ الْبَذْلَ وَالْكَرَمَ مِنْ أَسْبَابِ انْشِرَاحِ الصَّدْرِ، لَكِنْ لا يَسْتَفِيدُ مِنْهُ إِلَّا الذِي يُعْطِي بِسَخَاءٍ وَطِيبِ نَفْسٍ، وَيُخْرِجُ الْمَالَ مِنْ قَلْبِهِ قَبْلَ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ يَدِهِ.
وَمِنْ فَضَائِلِ الزَّكَاةِ: أَنَّهَا تَجْعَلُ الْمُجْتَمَعَ الإِسْلَامِيَّ كَأَنَّهُ أُسْرَةٌ وَاحِدَةٌ، فَيَعْطِفُ الْقَادِرُ عَلَى الْعَاجِزِ وَالْغَنِيُّ عَلَى الْمُعْسِرِ، فَيُصْبِحُ الإِنْسَانُ يَشْعُرُ بِأَنَّ لَهُ إِخْوَانًا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهِمْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) [القصص: 77].
وَمِنْ فَضَائِلِ الزَّكَاةِ: أَنَّهَا سَبَبٌ لِلنَّجَاةِ مِنْ حَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ” وَذَكَرَ مِنْهُمْ “وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ” (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
وَمِنْهَا: أَنَّهَا تُزَكِّي الْمَالَ، أَيْ تُنَمِّيهِ حِسًّا وَمَعْنَى، فَإِذَا تَصَدَّقَ الإِنْسَانُ مِنْ مَالِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقِيهِ الآفَاتِ، وَرُبَّمَا يَفْتَحُ اللهُ لَهُ زِيَادَةَ رِزْقٍ بِسَبَبِ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ من مَالٍ شَيْئًا، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ” (رَوَاهُ مُسلم).
وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ، فَكَمْ مِنَ النَّاسِ بَخِلَ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ بَلاءً فِي نَفْسِهِ أَوْ وَلَدِهِ أَوْ مَالِهِ، حَتَّى صَرَفَ أَضْعَافَ أَضْعَافَ مَا بَخِلَ بِهِ، مِنَ الْعِلَاجَاتِ التِي تَسْتَنْزِفُ مِنْهُ أَمْوَالاً كَثِيرَةً.
وَمِنْ فَضَائِلِ الزَّكَاةِ: أَنَّهَا سَبَبٌ لِنَمَاءِ الْمَالِ وَبَرَكَتِهِ وَالْحِفَاظِ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”، (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
****************
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ، سيدِنَا محمدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم)، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثًا: التحذيرُ مِن التهاونِ في إخراجِ الزكاةِ
جاءتْ الشريعةُ بالتحذيرِ مِن التهاونِ في أداءِ الزكاةِ قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ (آل عمران: 180)، ويقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ (رضي اللهُ عنهما): ثلاثُ آياتٍ مقروناتٌ بثلاثٍ: ولا تُقبلُ واحدةٌ بغيرِ قرينَتِهَا، {وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَسُولَ} فمَن أطاعَ اللهَ ولم يطعْ الرسولَ لم يُقبلْ منهُ، {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وآتُوا الزَّكَاةَ} فمَن صلَّى ولم يزكِ لمْ يُقبَلْ منهُ، {أنْ اشْكُرْ لي وَلِوَالِدَيْكَ} فمَن شكرَ للهِ ولم يشكرْ لوالديهِ لم يُقبلْ منهُ، وقَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ آَتَاهُ اللهُ مَالاً فَلَمْ يُؤْدِ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوِّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزَمِتِيهِ، يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ)( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ)، فَانظُرْ يَا عَبْدَ اللهِ، كَيْفَ تُسَلَّطُ عَلَيْهِ ذُكُورُ الْحَيَّاتِ، الَّتِي تَمَعَّطَ جِلْدُ رَأْسِهَا مِنْ كَثْرَةِ سُّمِّهَا؛ فَتَأْخُذُ بِشِدْقِيْهِ تَعْذِيبًا لَهُ. وَاسْمَعْ إِلَى صُورَةٍ مِنْ صُوَرِ تَعْذِيبِهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ (التوبة: 34، 35)، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلَا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)
ومَنْعُ الزَّكَاةِ يُورِثُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ (التوبة: 75 – 77).
وقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلالَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى تَعْظِيمِ شَأْنِ الزَّكَاةِ وَتَفْخِيمِ أَمْرِهَا، حَتَّى قَرَنَهَا اللهُ –تَعَالَى- بِالصَّلَاِة فِي كِتَابِهِ فِي اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ مَوْضِعًا، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ شَأْنِهَا، وَكَمَالِ الاتِّصَالِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ، حَتَّى إِنَّهُ لِمَّا مَنَعَ بَعْضُ الْعَرَبِ الزَّكَاةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّدِّيقُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: (وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقَاتَلْتُهُمْ) (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
اللهم احفظْ بلادَنَا مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين
الدعاءُ،،،،، وأقمْ الصلاةَ ،،،،،
كتبه: طه ممدوح عبد الوهاب إمامٌ وخطيبٌ بوزارةِ الأوقافِ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف